جذور الفن السومري
إذا كان المحرك الأول للفن العراقي القديم هو التقديس فأن الفنان كان يضفي على أعماله مسحه من الخيال والرهبة والغرابة ،لا يمكن إعطاؤها تفسيرا معينا أو تطبيق أسلوب من الأساليب عليها،لذا كانت الفترة السحيقة في القدم تخفي معها فنا خفيا يصعب إيجاد طريق إلى معرفة تطوره لذا فان مؤرخ الفن الذي لم يكن قادرا على أن يضعها في أسلوبها ،قد اخذ يرتد إلى ظروف اكتشفها عندما يحدد تاريخها . ولو ارتضنا بوجود التماثيل و الدمى الصغيرة كما فرضها واقع وجودها بين أيدينا بعد أن كانت تنام في أعماق الطبقات الأثرية للمدن السومرية لوجدنا أنها غريبة الأشكال ولا تمت بصلة إلى الواقع بشيء، فأكثر أشكالها ذات اصل خرافي وصناعتها ساذجة ،وهي تشبه الأشكال التي وجدت في حضارات متباينة ،مع هذا فإنها تمتلك الاصالة والانتماء إلى العصر الذي وجدت فيه ،و لا يخرج فنان تلك العصور عن نظرة التقديس التي يحملها ويرغب بها الأفراد المعاصرون له والذين يرتبطون معه بصفة التقديس والخوف من شيء مجهول ،يعطونه تفسيرا محددا . وكلما تزداد التماثيل تعقيدا وتنتهي بالنوع الخرافي يكون الاطمئنان أكثر عند الفنان لأنه عبر بشكل معقد عن هذا المجهول ،لذلك نرى التعبير يأخذ مدى واسع من الحرية في العمل ولا يوجد شيء محدد يفرض عليه في تغييّر أسلوبه أو حذف أو إضافة شيء إليه غير صادر عن قناعته . لقد جاءت صناعة الدمى الفخارية والفخاريات تحديدا لحرية الفنان التلقائية لما لهذه الفخاريات من صفة هندسية من ناحية التصميم وتمتاز بأسلوب واحد ،تفرضه الحاجة والذوق في البيت السومري وقد تجلى هذا الاختيار في ارفع صورة باختيار الكاسات والأقداح الذهبية للملكة ( بوبي- ابي – شبعاد ) في عصر السلالة الثالثة لقد خلق هذا الفنان تدفق من خلال آفاق الحرية ،أكثر من التماثيل التي اعتمدت للمعبودات والهة الخصب والهة أفاعي .لقد مهد هذا التيار الحر إلى ظهور أشكال بشرية على نطاق واسع تمتلك سمات وميزات قلما نجدها في أساليب النحت المعاصر لها فالتصرف في الأطراف والوجه والتأكيد على وضعية التعبير تجعلنا لا نبتعد عن فنان الدمى الأولى الذي حصر اهتمامه في هذا الاتجاه ، صيغ التصرف ما زالت بيد الفنان والتي تمنحه الاستقلالية وتحد من عطائه المتواصل وهو المعفي من الزراعة في التكوين الأول كما تأكد المصادر التأريخية ذلك ، لقد منحته آفاق الحرية أن يصل إلى الأعمال المتطورة اللاحقة ( مثل معبودة حلب ) التي ما زالت تمتلك صفة الحلم والغرابة وعدم الاقتراب من الشبه والتطابق مع عالم المرئي . إن اقتراب هذه التماثيل من الصفة الانسانية جعلها أكثر إدراكا لوجودها واقّرب فهما لبعض تفاصيلها، لكنها تغيب عنها في سر العيون الكبيرة المحدقة بالبعد اللا متناهي والتي ركز عليها فنان وادي الرافدين وأصبحت ميزه من ميزات الفن السومري وخاصة في المتعبدين الذين يؤسسون موقعها يبعث الرهبة المخيفة لحالة التعبد،ومهما يكن فأن الفنان يحاول أن ينأى بتماثيله عن حالة البشر الاعتيادية ويحلق بها في عالم المجهول في الحرية الذاتية الممنوحة له،إلا أن تماثيل المعبودات والمعبودين لا يسمح لها بالاقتراب من عالم البشر إلا ما أوجدته الحالة التعبيرية ألملحه ،مثال ذلك تماثيل الاله ابو ) في ( الالف الثالث قبل الميلاد) ، ان كل المنحوتات التي تجرد التماثيل من ماهية الإنسان ،هو ( اسلوب مقصود من قبل الفنان لينأى بالتماثيل عن صفه البشر ويقربها إلى صفه الالوهية كما يعتقد ذلك ،لذا ظلت العيون من العظام والقار هي سمات متوارثة بين أجيال من الفنانين وعبر صور تاريخية لسلالات سومرية ورغم كوننا لا نعرف عن صناعة التماثيل في العهد السابق للسومريين ولانعرف أسماء الفنانين الذين قاموا بعمل الدمى والتماثيل والفخاريات لكننا عندما نجد أن هناك أشياء عالية الوجود ومصنوعة بدقه متناهية لابد لنا من القول والجزم أن هناك فنانين كبار قدموا عصارة فكرهم ،ومنحوا هذه الأعمال من خيالهم الخصب المتألق الشيء الكثير حتى ظهرت .بصفتها الابداعية وأصبحت تمثل فن بلاد الرافدين بحق
إذا كان المحرك الأول للفن العراقي القديم هو التقديس فأن الفنان كان يضفي على أعماله مسحه من الخيال والرهبة والغرابة ،لا يمكن إعطاؤها تفسيرا معينا أو تطبيق أسلوب من الأساليب عليها،لذا كانت الفترة السحيقة في القدم تخفي معها فنا خفيا يصعب إيجاد طريق إلى معرفة تطوره لذا فان مؤرخ الفن الذي لم يكن قادرا على أن يضعها في أسلوبها ،قد اخذ يرتد إلى ظروف اكتشفها عندما يحدد تاريخها . ولو ارتضنا بوجود التماثيل و الدمى الصغيرة كما فرضها واقع وجودها بين أيدينا بعد أن كانت تنام في أعماق الطبقات الأثرية للمدن السومرية لوجدنا أنها غريبة الأشكال ولا تمت بصلة إلى الواقع بشيء، فأكثر أشكالها ذات اصل خرافي وصناعتها ساذجة ،وهي تشبه الأشكال التي وجدت في حضارات متباينة ،مع هذا فإنها تمتلك الاصالة والانتماء إلى العصر الذي وجدت فيه ،و لا يخرج فنان تلك العصور عن نظرة التقديس التي يحملها ويرغب بها الأفراد المعاصرون له والذين يرتبطون معه بصفة التقديس والخوف من شيء مجهول ،يعطونه تفسيرا محددا . وكلما تزداد التماثيل تعقيدا وتنتهي بالنوع الخرافي يكون الاطمئنان أكثر عند الفنان لأنه عبر بشكل معقد عن هذا المجهول ،لذلك نرى التعبير يأخذ مدى واسع من الحرية في العمل ولا يوجد شيء محدد يفرض عليه في تغييّر أسلوبه أو حذف أو إضافة شيء إليه غير صادر عن قناعته . لقد جاءت صناعة الدمى الفخارية والفخاريات تحديدا لحرية الفنان التلقائية لما لهذه الفخاريات من صفة هندسية من ناحية التصميم وتمتاز بأسلوب واحد ،تفرضه الحاجة والذوق في البيت السومري وقد تجلى هذا الاختيار في ارفع صورة باختيار الكاسات والأقداح الذهبية للملكة ( بوبي- ابي – شبعاد ) في عصر السلالة الثالثة لقد خلق هذا الفنان تدفق من خلال آفاق الحرية ،أكثر من التماثيل التي اعتمدت للمعبودات والهة الخصب والهة أفاعي .لقد مهد هذا التيار الحر إلى ظهور أشكال بشرية على نطاق واسع تمتلك سمات وميزات قلما نجدها في أساليب النحت المعاصر لها فالتصرف في الأطراف والوجه والتأكيد على وضعية التعبير تجعلنا لا نبتعد عن فنان الدمى الأولى الذي حصر اهتمامه في هذا الاتجاه ، صيغ التصرف ما زالت بيد الفنان والتي تمنحه الاستقلالية وتحد من عطائه المتواصل وهو المعفي من الزراعة في التكوين الأول كما تأكد المصادر التأريخية ذلك ، لقد منحته آفاق الحرية أن يصل إلى الأعمال المتطورة اللاحقة ( مثل معبودة حلب ) التي ما زالت تمتلك صفة الحلم والغرابة وعدم الاقتراب من الشبه والتطابق مع عالم المرئي . إن اقتراب هذه التماثيل من الصفة الانسانية جعلها أكثر إدراكا لوجودها واقّرب فهما لبعض تفاصيلها، لكنها تغيب عنها في سر العيون الكبيرة المحدقة بالبعد اللا متناهي والتي ركز عليها فنان وادي الرافدين وأصبحت ميزه من ميزات الفن السومري وخاصة في المتعبدين الذين يؤسسون موقعها يبعث الرهبة المخيفة لحالة التعبد،ومهما يكن فأن الفنان يحاول أن ينأى بتماثيله عن حالة البشر الاعتيادية ويحلق بها في عالم المجهول في الحرية الذاتية الممنوحة له،إلا أن تماثيل المعبودات والمعبودين لا يسمح لها بالاقتراب من عالم البشر إلا ما أوجدته الحالة التعبيرية ألملحه ،مثال ذلك تماثيل الاله ابو ) في ( الالف الثالث قبل الميلاد) ، ان كل المنحوتات التي تجرد التماثيل من ماهية الإنسان ،هو ( اسلوب مقصود من قبل الفنان لينأى بالتماثيل عن صفه البشر ويقربها إلى صفه الالوهية كما يعتقد ذلك ،لذا ظلت العيون من العظام والقار هي سمات متوارثة بين أجيال من الفنانين وعبر صور تاريخية لسلالات سومرية ورغم كوننا لا نعرف عن صناعة التماثيل في العهد السابق للسومريين ولانعرف أسماء الفنانين الذين قاموا بعمل الدمى والتماثيل والفخاريات لكننا عندما نجد أن هناك أشياء عالية الوجود ومصنوعة بدقه متناهية لابد لنا من القول والجزم أن هناك فنانين كبار قدموا عصارة فكرهم ،ومنحوا هذه الأعمال من خيالهم الخصب المتألق الشيء الكثير حتى ظهرت .بصفتها الابداعية وأصبحت تمثل فن بلاد الرافدين بحق