الفن القبطى إذا كان المعنى البسيط للفن عامة هو أنه نتاج إبداعي ينبع من ثقافة الإنسان، وهو التعبير التلقائي عن الذات وهو أيضاً ضرورة حياتيه كالماء والهواء للبشر وقد يستخدم الإنسان كل المواد المتاحة له ليعبر بها عن أحاسيسه ومعتقداته ليجسدها لكي نراها في رسم أو صورة أيقونه لنرى من خلالها الصورة الكاملة عن ثقافة هذا الإنسان في هذه الحقبة التاريخية، ولذا فإن معنى كلمة أيقونة باليونانية هي نموذج أو صورة، وقد عبرت الأيقونات القبطية القديمة منذ القرون الأولى من الميلاد عن مدى عمق وروعة وبساطة التعبير الفني وتألقه وكيف نجح في توضيح وتوصيل المعنى اللاهوتي لقصة الأيقونة حتى للعامة الذين يعجزون عن قراءة اللغة المكتوبة، فكانوا يقرأون الأيقونة من خلال النظرة الأولى لها عند دخولهم كنائسهم، يقال أن لوقا البشير الفنان الطبيب هو أول من رسم أيقونة السيدة العذراء وهى تحمل رب المجد يسوع المسيح الطفل ومنه توارثتها الأجيال إلى الآن، وقد بدأ البطريرك (كيرلس الأول) البطريرك الـ 24 في تعليق أول الأيقونات في المقر البابوي سنة 420 م ومنها انتشرت الأيقونات في كل الكنائس وازدهرت فنون الأيقونات القبطية على مر العصور حتى الفترة من سنة 726م إلى سنة 842 م وهى الفترة المعروفة بظهور جماعة (مقاومي الأيقونات) وهى الفترة التي تم فيها حرق وتدمير معظم الأيقونات القبطية في الأديرة والكنائس، ولكن مشيئة الرب سمحت لبعض الآباء الكهنة والرهبان بأن يخبئوا بعض الأعمال الجميلة والتي عرفناها بعد ذلك في دير الأنبا أنطونيوس وكنيسة ابو سيفين بأبي سرجة وبعض أعمال التنقيب في سراديب قديمه في منطقة مصر القديمة ومنذ عام 842م رجعت الأيقونات القبطية بكل قوة وإجلال تملأ كنائسنا وأديرتنا القبطية إلى وقتنا هذا، وتعبر الأيقونة القبطية عن إيحاءات باللون والرمز والمعنى اللاهوتي لتشمل من كل الجوانب إعطاءنا صورة واضحة عن موضوعها وقصتها ومغزاها الروحاني عندما نتأمل الأيقونة لا نقف عند حدود جمال الفن أو عدمه ولكنها ترفع الفكر إلى ما وراء الألوان والمادة إلى شخص صاحبها وتمزجها معه بكل شعورنا لنعيش المعنى اللاهوتي ونتأثر به